لكل جيل مهمة ورسالة، ورسالتنا نحن الشباب هي التميز والنهضة والتطور ،ولن يتحقق هذا إلا بالمشاركة الفعالة والمساهمة المتميزة في الحياة الوطنية إنطلاقا من التربية والتعليم إلى الحياة العامة والسياسة.
آن الأوان لنا نحن جيل الشباب، أن نقرر بأنفسنا معالم زماننا أن نجعل منه تاريخ فخر وأمجاد في العلم، الثقافة، الفنون، السياسة والاقتصاد.. أن لا نتحمل أعباء الماضي، من نجاحات وإخفاقات بحسن نية كانت أم بسوءها، بل نجعل منها دروس وعبر ونرسم من خلالها طريقا ومنهاجا هدفه التنمية والإزدهار. إن من ينتظر أن تتعبد الطريق كي يسير فيها بيسر لن يناله شيئ من التميز والتقدم ولا يرجى منه خير، إنما منهجه الانتهازية ويفضل أن يجني ثمار العمل دون بدل مجهود ولا تحمل عبء، يستوي مع الذين يختارون من الكلام المعسول والعمل الملغوم المنقوص لأخد صورة المكافح الشجاع، وحقيقة ما هو إلا لص للنجاح.
لن تجد في التاريخ أن النهضة والنجاح تحققا بدون طليعة الشباب؛ فهم لبنة صناع التاريخ والأمجاد. ونحن اليوم، أبناء نهاية التمانينيات والتسعينيات، في محك مع التاريخ وفي مفترق طرق وعر وعسير، وعبوره يحتاج حزما ودقة واتساع رؤية وقرار، إما أن نسلك اليمين وهو طريق الوطنية والحرية الديموقراطية والتنمية والإزدهار. وإما ان نختار طريق الشمال ونتحمل العرقلة والإنحدار.
إنه لشرف عظيم لك واحد منا أن نساهم في بناء وطن قوي بالعلم والتطور والمعرفة والحداثة ومحافظا على تقاليده وهويته التي تحفظ أصالة المغربي ورقيه. إن العمل اليوم يقتضي المشاركة في الحياة العامة انطلاقا من الإقتراح والترافع والتخطيط الى التنزيل والتنفيذ ثم التقييم والتجديد، لكن وجب أولا فتح الفضاء الحزبي والتمكين للمجتمع المدني وفك العزلة عن الجامعات، فهم فضاءات النشأة والعمل والعطاء.
ومن المؤسف أن الأحزاب عندما تفكر في ضخ الدماء الشابة في شريان السياسة لا تفتح الأبواب إلا لأبناء المؤسسين والقدماء في أفق توريث نصيبهم من الحزب، أو لأبناء الأعيان والأثرياء وأصحاب المصالح والنفود أما قواعد الأحزاب فهي لعموم الشباب، من لا يرفض أمرا ولا يناقش برنامجا ولا يشارك أصلا. أما على المستوى السياسي والإيديولوجي لا يمكننا أن نفرق بين هذا الحزب وذاك لا من حيث البرامج وقصورها وغياب الرؤى الاستراتيجية في السياسات العامة والعمومية، ولم نعد نجد للنضال مكان في صفوفها إلا في التسابق نحو المناصب والإمتيازات.