احتضنت مؤسسة الزاوية للفكر والتراث، مساء أمس الجمعة بمقر الحزب المغربي الحر، مجلسها الرمضاني الثاني، باستضافة المفكر والكاتب المغربي حسن أوريد، في محاضرة تحت عنوان؛ “الشعبوية في الخطاب السياسي”.
وقد أورد أوريد خلال محاضرته، بأن عالم اليوم بات يعيش في جو تطبعه الشعبوية، لكونها اكتسحت بشدة مختلف تفاصيله، مضيفا إلى أنه يكفي أن تفتح أي قناة تلفزيونية باللغات الأجنبية، الفرنسية، أو الانجليزية، أو الإسبانية، لتكتشف أن إحداها لا تخلوا من الحديث حول هذه الظاهرة.
واعتبر الكاتب المغربي أوريد، أن ما يقع اليوم في فرنسا من اصطدام بين المواطنين المتظاهرين وقوات الأمن ما هو إلا تعبير عن الشعبوية، لافتا إلى أن هذه الأخيرة تُعطل المؤسسات وتهدد بنية الدولة ولا تتورع عن استعمال العنف أو اللجوء إليه.
وبحسب المتحدث ذاته، فالشعبوية نظريا تزعم العودة إلى الشعب وإحقاق الديمقراطية الحقة، لكن الحديث عنها عمليا من موقع ممارسيها في مراكز السلطة والقرار تعني الاستيلاء على الإرادة الشعبية، مسجلت بذلك أنه ثمة مفارقة بين ما تزعمه هذه الاتجاهات الشعبوية وما تطبقه على أرض الواقع.
وزاد الكاتب المغربي، أن إظهار الشعبوية تفضي إلى نوع من الاستبداد، مضيفا بالقول “الشيء الطريف أن هؤلاء الذين يتزعمون الدفاع عن الشعب باسم الشعبوية لا يعتبرون أنفسهم مجرد ممثلين للشعب ولكن هم الشعب “.
وأفاد “أوريد”، أن اتجاهات شعبوية لا تقتصر فقط على اعتبار نفسها جزء من طيف سياسي، لكنها تعتقد حسب تعبيره أنها الشعب وترفض أي طرف آخر، وقال إن في الأمر خطورة لأن الديمقراطية اعتراف بكل الأطياف.