في حوار مقتضب مع المهندس المدني كريم الباكوري مدير مكتب الدراسات والاستشارة أو.جي.بي للاستشارات، وعضو مجموعة المهندسين المدنيين بالحزب المغربي الحر، صرح لجريدة التحرير المغربية، أن مستقبل الهندسة المدنية في المغرب أصبح مهددا بالأفول والانهيار التام لهذه المهنة المرتبطة بمجال البناء والتشييد، وذلك لعدة اعتبارات كان أهمها حسبه ما خلفته عشوائية التدبير الحكومي لهذا القطاع، ومخلفات الأزمة المالية العالمية وانهيار قطاع الانعاش العقاري بالمغرب، بالإضافة إلى ثقافة الخلط بين المهندس المدني خريج المدارس العليا وأصحاب لقب مهندس خريجي المدارس الخاصة، الامر الذي أدى الى انهيار تام لمستوى الخدمات المقدمة، وانعدام في الإبداع.
وزاد السيد كريم الباكوري في شرحه للأزمة التي تعانيها مهنة الهندسة المدنية بالمغرب، الى القول بأن عدم تدخل الحكومة في تنظيم هذا القطاع وتحديد شروط الولوج إليه بما يحمي المهندسون المدنيون المتخصصون، فتح الباب على مصراعيه أمام مقاولات تقدم نفس الخدمات بأثمنة بخسة وجودة أقل، وتأسف بالقول أن ما يزيد في تشجيع هذه الفوضى هو لجوء أصحاب مشاريع البناء لمثل هذه الخدمات الرخيصة، رغبة في مزيد من الربح، غير أن تأثيرات هذه السلوكات تكون كارثية على الزبون، وعلى القطاع.
ونبه في ختام حديثه إلى الجريدة على ضرورة الاهتمام الحكومي بهذا القطاع، وتظافر كافة المجهودات لحماية مهنة المهندس المدني والارتقاء بها، كما أكد أن مجموعة مهندسي الحزب المغربي الحر عاكفة على إعداد برامج ومشاريع في هذا الإطار لإنقاذ المهنة خصوصا بعد التأثيرات الكارثية لوباء كوفيد 19 عليها.