في اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 وفي ظل تغيير نمط احتساب الاصوات ظهر من جديد “شناقة” التزكيات واصحاب “البريكولات” السياسية و”اللقجة” الانتخابية، لكن بنفس تغيرت فيه الاسعار وتضخمت فيه قيمة اسهم اللوائح الموازية وأرانب السباق والترتيب في اللوائح وغيرهم من الاساليب المشيبة للعمل السياسي، حيث تتحول من خلالها العملية السياسية من تمرين ديموقراطي يمارس المواطن من خلاله السيادة الى موسم توزيع الاوراق الزرقاء وقفف الجود والكرم … موسم للإسترزاق والمتاجرة ببؤس المواطنين، موسم لإغتيال الديمقراطية والقتل العمد للوطنية.
إن معالم الردة والانحطاط ان يبيع المواطن صوته بورقة نقدية زرقاء او بقفة او اضحية او وعد بالتشغيل او الترخيص … ومن معالمها ايضا ان تتحالف المصالح بدل البرامج وان يلتقي اليمين واليسار في اغلبية واحدة لتقاسم كعكة المناصب الحكومية او مكاتب المجالس الترابية ومن معالم الردة ان يدخل حزب لخوض غمار الاستحقاقات دون برنامج او تصور او ان يجعل من نفسه سلاحا مأجورا لخوض نزال انتخابي من اجل خلق ما يسمى تجاوزا بالتوازن.
إن الافعال التي تشوب العملية الانتخابية هي مضاهر للتحكم في المشهد الحزبي والسياسي، مضاهر لتبخيس العملية الديمقراطية والإطاحة بالادوار الطلائعية للاحزاب السياسية، هي محاولة لتسريب فكرة ان التنمية يمكن ان تكون دون احزاب سياسية …
من المؤسف أن نعيش هذا الجو من الردة الديمقراطية والاخلاقية في العملية السياسية بعد عقود من الاستقلال، كيف سنواجه اشكاليات التنمية وأن نحارب الفقر والهشاشة والتهميش والاحتكار … ونحن لم نتجاوز بعد سؤال الانتقال الديمقراطي.
إن الفاعل السياسي اليوم إما ان يعيش وهم الديمقراطية والانفراج او ان يطمح اليه او ان يشارك في مزاد التزكيات والترشيحات.
ويبقى السؤال مطروحا، متى سنحقق الانتقال الديمقراطي ؟ متى سنعيش الكرامة كمواطنين؟ متى سيكون لأصواتنا قيمة اكبر من قفة جود او ورقة زرقاء او اضحية عيد ؟ متى سنعيش الانفراج والمصالحة مع السياسة ؟ وبما ان المسؤولية مشتركة وبما أن العزوف يسهل عملية المتاجرة بالاصوات فلا حل سوى التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة بكثافة لكي نعبر جميعا عن الارادة الحقيقية للأمة بالتصويت من اجل تكريس الواقع البئيس او من اجل التغيير والاصلاح او من اجل التعبير عن الرفض او الامتعاض …كلها اشكال للتعبير عن ارادتنا وبهذا يمكن ان نقول لصناع الانتخابات ،أن لنا صوت هو من يجب ان يصنع الانفراج السياسي.
عزالعرب بوغالب
عضو المكتب السياسي للحزب المغربي الحر