إن الحياة بناء وهدم،وهي كذلك كيفما كان مجال تعريفها.
إنها لا تستقيم إلا كدورة من توالي الأضداد.
وحسب علم الأحياء،فإن الحياة ظاهرة طبيعية ظهرت على هذه الأرض منذ ما يقرب من 3,8 مليار سنة و لا يعتبر كائنا حيا إلا كائن يستطيع أن يصنع بنفسه لنفسه مادته التي يتكون منها،وهو تعريف يختزل الحياة في ثلاثة صور لا رابع لها وهي الخلية(حيوانية أو نباتية) و البكتيريا ثم كائنات اكتشفت أواخر القرن العشرين و تسمى بالأرشيات.
إن هذا التعريف لا محالة سيزعج أرسطو الذي كان يرى أن الذرات تحيا،ولا شك أن المعلم الأول للإنسانية ،و حالما يعلم بقصة “ماما فيروس” و فيروس “سبوتنيك”، مناشد باجتثات الشجرة الفيلوجينية المعتمدة للحياة و الأحياء و تبني تعريف جديد للحياة تتحمل فيه اللغة مادامت تستطيع أن الفيروسات كائنات تحيا، وأتخيل أنه سيقول بوقار الفلاسفة: ألم أقل لكم أن الحياة تتخلل مل شيء؟
لقد أصبح العلماء في عالم اليوم لا يركنون إلا لما ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا ريب فيه،وشيئا فشيئا ومنذ عشر سنوات تقريبا يصبح “العلم” المعتمد على التظرية متجاوزا بشكل كبير.
إن قصة “ماما فيروس” التي رأتها العين مؤخرا، والتي كانت تتردد في الطبيعة بلا توقف جعلت أوساط المختصين في التطور و الارتقاء و المؤمنين بنظرية داروين المطلعين تغلي،وأما المتطرفون الذين جعلوا من كتاب “أصل الأنواع” إنجيلا و من النظرية ديانة فهم أكثر جدلا و غليانا.
إنه فيروس عملاق تم اكتشافه سنة 2008 وهو يحمل فيروسا أصغر منه بكثير،فسمي الحامل “ماما” وسمي المحمول “سبوتنيك” حتى أن “ماما” يموت من أجل أن تحيا ذرية “سبوتتيك” التي تصبح بالآلاف.
أليس هذا مظهرا رابعا للحياة؟
وإذا فإن شجرة الحياة يجب أن تتغير.
القادم بوست