إنطلاقا من الدستور المغربي الذي يعتبر الأحزاب السياسية الإطار المؤسساتي المدني الذي يعمل على تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي وفاعل أساسي في تعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية وفي تدبير الشأن العام بالإضافة الى المساهمة في التعبير عن إرادة الناخبين والمشاركة في ممارسة السلطة على أساس التعددية والتناوب بالوسائل الديموقراطية وفي نطاق المؤسسات الدستورية، وبناءا عليه فإن الحزب المغربي الحر هو حزب سياسي مغربي يساهم في تكوين وتأطير المواطنين وإدماجهم في الحياة الوطنية كما أنه يعمل على تمثيل الناخبين والتعبير عن إرادتهم وذلك من منطلق مرجعيته الوطنية اليمينية المحافظة وفق برنامج سياسي يومن بتعزيز مكانة الهوية الوطنية الغنية وتنزيل مبادئ الليبرالية كمرجعية إقتصادية ناجعة للجواب عن سؤال التنمية.
ان التعريف الحقيقي للحزب المغربي الحر لا يمكن أن نستثني منه أن الحزب هو حزب إرادة الشباب ومدرسة في الإصلاح الحزبي، فالمؤتمر الوطني الإستثنائي المنعقد بمدينة الخميسات أيام 30 و 31 يناير 2021 هو بمثابة إنطلاقة جديدة للحزب بروح شبابية وطنية عنوانها أن يجد الجميع مكانه في حزب وطني بكل حرية ومسؤولية، شعاره أنه لا تنمية بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون أحزاب سياسية تستوعب الجميع، وبناءا عليه فإن الحزب المغربي الحر أعطى درسا وطنيا للمشهد الحزبي والسياسي المغربي خلاصته أنه لا يمكن تحقيق الإصلاح والديمقراطية والتنمية إلا بإصلاح الأحزاب وذلك من خلال تصحيح مسار الحزب من حزب مشخصن الى حزب المؤسسات والحوار والاختلاف.
مند إنعقاد المؤتمر الإستثنائي الذي صحح مسار الحزب الذي أفضل أن أطلق عليه مؤتمر الإصلاح والبناء، أخذ الحزب على عاتقه أن يجعل الفضاء الحزبي فضاء حر ومنفتح على الجميع، فبمجرد زيارة المقر المركزي للحزب أو أحد مقرات الفروع يظهر للعيان أن الحزب المغربي الحر أصبح الفضاء الرحب للشباب والطلبة والمبدعين والمنتقدين والباحثين والعاطلين والنساء والرجال والموظفين والحرفيين … إنه حزب الجميع والجميع يجد لنفسه مساحة للتعبير عن ذاته ووطنيته.
يقول المثل المغربي “شكون شكار لعروسة؟؟؟ أمها وأختها ولحزارة تاع جارتها” هذا هو الانطباع الذي سيظهر على قارئ هذا المقال، وهذا إنطباع مشروع، إلا أنني أدعو هذا القارئ المحترم إلى زيارة أحد مقرات الحزب أو الاتصال بقياداته أو زيارة فضاءاته على مواقع التواصل الاجتماعي … فلن يجد إلا الحوار والاختلاف والانفتاح على الجميع وقبول المبادرات، لكن العبرة بالخواتم، لهذا أدعو الجميع لتتبع هذا الحزب الشبابي الناشئ في ما بعد الإستخقاقات الانتخابية لأن الحزب عازم على الإستمرار في فتح أبوابه وفضائاته للجميع وأن يعبر عن إرادة الشباب وعموم المواطنين كيفما كانت نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية.
من المعلوم لذى المهتمين بالشأن السياسي أن كل حزب سياسي له خصوم يخوض ضدهم معارك ومواجهات لإثبات ذاته ومرجعيته وكينونته، وهنا يطرح سؤال مشروع: من هم خصوم الحزب المغربي الحر الذي يخوض ضدهم المعارك والمواجهات؟؟؟ بالنسبة للحزب المغربي الحر لم يأتي لمواجهة أي حزب سياسي كيفما كان، لم يتأسس لمواجه الإسلام السياسي ولا الأحزاب الوطنية ولا الأحزاب الإدارية ولا الإدارة ولا رواد المال والأعمال ولا النقابات ولا المنظمات المهنية… بل أعاد تأسيسه للجواب عن الأسئلة العالقة في الديمقراطية والتنمية والتأسيس لمسار الانفراج السياسي وخلق المصالحة بين الشباب والسياسة وبين عموم المواطنين والسياسة أما خصوم الحزب هم الردة الديمقراطية والتهميش والفقر والهشاشة ومعيقات التنمية وخصومة الشباب مع الأحزاب ومظاهر المساس بالهوية الوطنية وغيرها من المظاهر المسيئة لبلد عريق وشعب عظيم، وبناءا عليه فإن الحزب المغربي الحر هو حزب منفتح للتعاون مع من يومن بتشبث بالثوابت الوطنية التي تجمع المغاربة أينما وجدو.
أما سؤال التحالفات السياسية والانتخابية فإن الحزب المغربي الحر يظل منفتح على الجميع من أجل تحقيق المصلحة الوطنية وتغليبها على المصالح الضيقة للأحزاب والتيارات والقيادات وهذا لن يتأتى إلا بصياغة التحالفات على أساس الإيديولوجية والمرجعية والبرامج الانتخابية والسياسية، فليس من المعقول أن نساهم في تكريس التحالفات الهجينة التي تجمع اليمين واليسار، المحافظين والتقدميين، الهوياتيين والمستغربين أو المستشرقين … على أساس تقاسم المناصب والمصالح وليس على أساس الوطن والتنمية والإصلاح وفق برامج أو أيديولوجيات متقاربة.
إن التحالف على أساس البرامج والايديولوجيات لا يمكن إعتباره غلق نوافذ الحوار والتواصل مع الأحزاب التي نختلف معها في الأيديولوجيا أو البرامج التنموية كأحزاب السيار على سبيل المثال، لأن البرامج والأيديولوجيا لا تسمو نهائيا عن إلتفاف المغاربة بعضهم ببعض إذا دعت الضرورة لذلك، فدعوة الوطن أكبر من دعوة الأحزاب والتيارات.
وبهذا أكون قد أجبت عن سؤال ذات الحزب المغربي الحر كما نراه في فضاءات الحزب أو على الأقل كما أراه من وجهة نظري كأحد قيادات هذا الحزب الشاب الذي أعتبره فضاء للأمل في أفق تحقيق الانفراج السياسي وتحقيق المصالحة الشاملة بين المواطنين والسياسة.
عز العرب بوغالب
كاتب رأي
عضو المكتب السياسي للحزب المغربي الحر