يظل موقف المغرب من القضية الفلسطينية ثابتًا وراسخًا، رافضًا الانصياع لأي محاولات ابتزاز سياسي أو دبلوماسي، مظهرا التزامه العميق بالحقوق الفلسطينية والقضايا العادلة في المنطقة، محافظًا على استقلالية قراراته وسيادته.
في مواجهة الأزمات الدولية، بما في ذلك الصراع العربي الاسرائيلي، أثبت المغرب قدرته على اتخاذ قرارات مستقلة وسيادية، حين أشاد بقرارات محكمة لاهاي حول جرائم الحرب في غزة، لم يكن ذلك بمثابة إرضاء لأي جهة معينة، بل جاء من التزامه الثابت بحقوق الإنسان والعدالة الدولية.
محاولات “رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو استخدام خرائط ملونة لإعادة رسم الحدود أو التأثير على المواقف السياسية لن تنجح مع المغرب، لأن قضية الصحراء المغربية ليست مجرد لون أو خط على خريطة، بل هي جزء لا يتجزأ من ترابه الوطني، هذه الأراضي تعيش في قلوب المغاربة، وتعتبر جزءًا من تاريخهم وكيانهم الوطني.
قرارات المغرب تنبع دائمًا من مصالحه الوطنية وثوابته الراسخة، وسيادته ليست محل تفاوض أو تأثير من قبل أطراف خارجية، والسيادة تتجلى في القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة تخدم مصالح الشعب المغربي وتعبر عن تطلعاته، ولا يمكن لأي دولة أو زعيم عصابة، بما في ذلك نتنياهو، أن يملي على المغرب أين تبدأ أو تنتهي حدوده.
عبر تاريخها، أظهرت الأمة المغربية التزامها القوي بالقضايا العربية والإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية. هذا الالتزام لا يتزعزع، ويستمر في مواجهة التحديات المختلفة، ويدرك المغرب جيدًا أهمية التضامن العربي والإسلامي في القضايا العادلة، ويعمل على تعزيز هذا التضامن من خلال مواقفه الثابتة والداعمة.
في ضوء المحاولات المستمرة للضغط على المغرب لتغيير مواقفه أو التنازل عن حقوقه، يظل الموقف المغربي صلبًا وثابتًا. متعامل بحنكة وحكمة مع هذه التحديات ، واضعًا مصالحه الوطنية وأمنه القومي في مقدمة الأولويات. هذا التوجه يظهر قوة الدبلوماسية المغربية وقدرتها على مواجهة الابتزازات والتحديات الدولية.
إن المغرب، بقيادته الرشيدة وشعبه الواعي، يدرك تمامًا ما يريد وكيف يحافظ على مصالحه الوطنية، لا يمكن لأي ضغط خارجي، سواء كان من نتنياهو أو غيره، أن يغير من مواقف المغرب الثابتة والمبدئية تجاه قضاياه الوطنية والقومية، فالصحراء ستظل جزءًا لا يتجزأ من المغرب، وسيستمر المغرب في دعمه للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
في الأخير ..رسالة إلى دعاة التطبيع وأصحاب “كلنا إسرائيليون” هاهو الكيان الوهمي الذي تنتظرون منه أن يناصركم في قضية الصحراء يخدعكم، ويثبت لكم أنه يوظف قضية صحرائنا العادلة كأداة ابتزاز ولي للذراع. فراجعوا مواقفكم قبل فوات الأوان، واعلموا أن مجرم حرب -بالقانون الدولي- لا خير ينتظر منه. وأنه يسيء لعدالة قضيتنا ولا يفيدها في شيء. فأعيدوا النظر في مواقعكم، وليكن الولاء للوطن لا غير.