اتجهت جميع الأحزاب المغربية مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، إلى اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي كآلية ناجعة لتنظيم حملاتهم التواصلية استعدادا للموسم الانتخابي المقبل، وذلك بتوظيف تقنية “السبونسورينغ” التي يتم من خلالها الدفع للترويج للمواد السمعية البصرية التي يتم نشرها عبر صفحات الأحزاب.
ووفقا لما رصدته شركة فايسبوك والتي نشرت تقارير دقيقة تخص مكتبة إعلانات فيسبوك، عن الفترة الممتدة من 11 مارس إلى 7 يونيو من سنة 2021، فقد تم تصنيف حزب التجمع الوطني للأحرار الأكثر إنفاقا على تمويل المنشورات على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، بعدما تجاوزت نفقات صفحات الحزب الرسمية وصفحات فروعه، وبعض قاداته ما يقدر بـ 77 ألف 338 دولار، إي ما يتجاوز 680 ألف درهم، وفق آخر إحصائيات سعر التحويل.
وتجدر الإشارة إلى أن الرقم المذكور أعلاه يتوزع على مجموعة من الصفحات التابعة للحزب، إذ صرفت الصفحة الرسمية “حزب التجمع الوطني للأحرار” وحدها أكثر من 69 ألف دولار، أي ما يناهز أكثر من 610 ألف درهم، خلال الفترة المحددة سلفا، وأنفقت صفحة عزيز أخنوش، رئيس الحزب، 6248 دولار، أي ما يعادل أكثر من 55 ألف درهم، خلال الفترة المحددة سلفا، منها أكثر من 12 ألف درهم خلال الأسبوع الأخير فقط.
وأُنفق ما تبقى من المبلغ على باقي حملات الحزب على المنسق الإقليمي لحزب الأحرار ببولمان، ب 1891 دولار، ما يعادل أكثر من 16 ألف درهم، فيما صرفت “الصفحة الرسمية للتجمعيين الاحرار بجماعة سيدي بومسى”، أقل من 100 دولار.
وفي المرتبة الثانية يأتي حزب الاستقلال الذي صرفت صفحته الرسمية “حزب الاستقلال-Parti de l’istiqlal” ما مجموعه 4685 دولار أمريكي، أي ما يعادل أكثر من 41 ألف درهم، وفق أخر إحصائيات سعر التحويل، منها 222 دولار خلال الأسبوع الأخير. ومن بين الشخصيات الاستقلالية التي تعتمد خاصية تمويل المنشورات يوجد عبد الحليم المنصوري، وكيل الحزب بإقليم الرحامنة، أمين مال الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب، وذلك بأقل من 100 دولار.
وصنف حزب الأصالة والمعاصرة في المرتبة الثالثة بعد إنفاقه لما مجموعه 211 دولار أي ما يعادل 1800 درهم، وفق الإحصائيات الأخيرة، فيما جاء حزب العدالة والتنمية رابعا بصرفه لأقل من ألف درهم على المنشورات الممولة.
أما حزب المصباح فقد صنف فرعه بوجدة أنجاد، في قائمة الأكثر تمويلا لمنشوراته، ومنها منشورات حول مساهمات الفريق بمجلس الشرق، ومنشور إعلان مهرجان نصرة الأقصى ودعم المقاومة الفلسطينية، ومنشور إعلان عن مساهمة الحزب من موقع المعارضة بجماعة وجدة، وتمويل إعلان حول ندوة عن بعد بمشاركة العديد من وجوه الحزب، ومنشور فتح باب العضوية في الحزب. كما تأتي صفحة “حزب وشبيبة العدالة والتنمية بإقليم شيشاوة” هي الأخرى ضمن الصفحات التي تعتمد خاصية تمويل المنشورات.
وتأتي صفحة “منظمة الشبيبة الحركية”، التابعة لحزب الحركة الشعبية، ضمن الصفحات التي اعتمدت على دعم منشوراتها، وذلك بأقل من 100 دولار، هي الأخرى.
الملاحظ من خلال هذه الأرقام التي نشرتها إدارة شركة فايسبوك أن الأحزاب المغربية أصبحت على وعي تام بضرورة تطوير أدائها التواصلي بالاعتماد على أساليب ناجعة تمكنها من الوصول بسهولة إلى المواطن، وسيقى الرابح الأساسي في هذه اللعبة السياسية هي إدارة فايسبوك التي أعلنت عن نمو مداخيلها بشمال إفريقيا بنسبة 15% .