بخطاب مباشر وبعبارات صريحة، عبّرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن رفضها للممارسات المخلّة بأخلاقيات المهنة التي بات يعرفها الحقل الإعلامي في المغرب، من قِبل “دخلاء” ومتطفلين، مطالبة بوضع حد لـ”العشوائية والعبثية” التي يمارسها بعض المنتسبين إلى المهنة.
جاء ذلك على لسان عبد الكبير اخشيشن، رئيس المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، الذي أكد أن النقابة ترفض الممارسات غير المهنية التي يشهدها المجال الإعلامي المغربي اليوم، من قبَل من وصفهم بـ”الدخلاء الذين تسللوا من الفراغات القانونية”، مشددا على ضرورة إصلاح القوانين المنظمة لقطاع الإعلام وإعادة هيكلته.
واستطرد المتحدث ذاته، في حفل توزيع جائزة واد نون الوطنية الكبرى للصحافة والإعلام، مساء السبت بمدينة آسا الزاگ، بأن “رغبة المجتمع والدولة في وجود إعلام مستقل تمر عبر إصلاح حقيقي لمدونة الصحافة والنشر، لوضع حد للعبثية والعشوائية التي جعلت هذا القطاع هشا ومفتوحا على كل نزوعات التمييع والضحالة والابتزاز”.
واعتبر اخشيشن أن هذا الوضع “جعل المجتمع يضج كثيرا بالممارسات المقترفة من قبل الدخلاء الذين تسللوا من الفراغات القانونية واستغلوا هذه السلطة (سلطة الإعلام) لتوظيفها في كل ما يسيء إلى صورتها وإلى صورة المنتسبين إليها”.
وشددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، على لسان رئيس مجلسها الوطني الفيدرالي، على أن من واجبها “خوض هذه المعركة غير السهلة للتصدي للدخلاء الذين وصل سعار بعضهم إلى الخوض في الحياة الخاصة للنقابيين”.
ولفت اخشيشن إلى أن دعوة النقابة الوطنية للصحافة المغربية المبكرة إلى مراجعة مدونة الصحافة والنشر بقوائمها الثلاث، بعد أربع سنوات فقط من المصادقة عليها وحوالي ثلاث سنوات على بداية العمل بها، “تعد دليلا على أن النقابة تفطنت إلى عيوب القوانين المذكورة مبكرا، والرغبة في وضع ترسانة قانونية تمهد لإصلاح حقيقي للقطاع يسمح بوجود بيئة مهنية حقيقية للممارسة الإعلامية”.
وأضاف أن النقابة “تلتزم بالدفاع عن المهنة بكل الجرأة والقوة، وتعتقد أننا في مرحلة مفصلية في تاريخ المهنة والمهنيين، من خلال الجدل الحاصل حول الإجراءات المتخذة بهدف إعادة هيكلة المشهد الإعلامي من زاوية تنظيمه ليكون فاعلا ومهنيا ومستقلا”.