في غالب الأحيان يعجز المتابع عن الربط بين مجموعة من الأحداث المختلفة شكلا والمرتبطة في عمقها ومضمونها، وإذا كان أغلب متابعي قنوات اليوتوب ووسائل التواصل الاجتماعي يصعب عليهم ربط الأحداث فيما بينها، فإن العارفين بعمق خلية محمد رضى السرية، يعلمون جيدا أن لا مجال للصدفة في عملها المستتر، فكل الأحداث مترابطة وكل ما يجري في المغرب مهما كان بعيدا يجب ان يصب في اتجاه واحد يرمي إلى الانتقام من الأمن ومديره وكافة أجهزته، والكل يركز على هدف واحد موضوعه تأليب المجتمع المغربي والرأي العام ضد هذه المؤسسة، لا لشيء سوى لأن أصدقاء رضى من الخلايا الارهابية الداعشية قد وجدت نفسها في السجون بعد أن عجزت عن تنفيذ مخططاتها الدموية المرعبة.
لقد كانت الساعة العشرة صباحا من يوم العاشر من شتنبر 2020 عندما تم الاعلان عن تفكيك خلية إرهابية بتمارة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية، يقودها شخص ملقب بالهيش مول الحوت، وأمام فرح المغاربة بتجنيب البلاد عملية إرهابية، سارعت خلية محمد رضى إلى عقد اجتماع طارئ بالمكتب السري لمحمد زيان المحادي لمكتب المحاماة، اجتمع في ذلك الصباح كل من محمد رضى وزيان وكلاهما يستشيط غضبا من النجاح الباهر الذي حققته القوات الأمنية على فلول داعش، ولا ينفك لسانهما عن السب والتكذيب والتشكيك، ولازالت كاتبة زيان المقربة مصدومة من انفجاره في وجهها ذلك اليوم عندما صارحته بكل عفوية : الحمد لله نجانا ربي من هاد الإرهابيين، ليقول لها بلسانه السليط ياريت أو كان نفاجرو فيك نتي الاولى باش إيهنيونا منك…لقد كانت حالة الخلية السرية مزرية وهي تتابع بغيظ التعاطف المغربي مع القوات الأمنية والتلاحم المشهود بين المواطنين ومؤسساتهم المكلفة بحمايتهم، وبعد ساعات من التفكير في حيلة لتبخيس هذا النجاح واتصالات متواصلة بواسطة تطبيقات الهواتف الذكية العصية على الاختراق ومشاورات بالداخل والخارج، تفتقت عبقرية المجموعة الإرهابية إلى ضرورة إرسال انتحارية جديدة لتمييع نجاحات الدولة الجبارة، فما كان لهم إلا استدعاء الصحفية المغمورة لبنى رئيسة تحرير الحياة اليومية والتي تم تجنيدها في السابق للقيام بمهمة تحقير كل ما هو مرتبط بالدولة المغربية ومؤسساتها، تحت مسمى الجهاد، وبمجرد حضورها سيتكفل زيان ورضى بشرح الخطة السرية وذلك بتكليفها بمهمة تصوير روبورتاج مع زوجة زعيم الخلية وربط اتصال بالخلية من أجل توفير الدعم القانوني لها من طرف زيان، ترددت لبنى قليلا إلا إن الانتماء إلى مجموعة محمد رضى يمنع التردد والإمتناع تحت طائلة الاتهام بالخيانة والطرد من جنات الخلد، فوافقت على المهمة وطارت إلى تمارة وهناك وجدت في انتظارها عائلة الإرهابي التي صرحت أمام كاميرا الجريدة بما تعرف وما لا تعرف لعلها تنقذ ابنها أو زوجها من السجن، وهناك تمت الإتفاقات الدموية والصفقات السرية المرعبة، ليقوم زيان في اليوم الموالي بوضع نيابته على الإرهابي مول تربورتور، ويخرج على المغاربة بتصريح في الجريدة الدموية نفسها يتهكم فيه على من ضحى بحياته في سبيل أمن المغاربة، ويستهزئ بمجهودات الدولة في سبيل حماية الوطن، بل ويعمل بجد لتغذية الشك ونظريات المؤامرة، في حين تكفل محمد رضى في نشر فيديوهات لبنى وطاقمها حول العالم والتنسيق بين الخلايا والشبكات من أجل خرجات يوتوبية محسوبة ومتنوعة، تهدف بالأساس إلى ضرب كل ما هو مرتبط بالأمن والأمان الذي يتمتع به المغاربة.
وهنا بالضبط سيكتشف المغاربة أن اختيار محمد رضى لزيان كشريك في مخططات التآمر لم يكن كذلك صدفة، فالرجل معروف كونه زير نساء، لكن الهدف من ذلك هو تجنيد أكبر عدد من النساء لتخريب وطنهم فمن الصحفية لبنى إلى الأمنية وهيبة خرشش، إلى ضحايا بوعشرين سلسلة طويلة من ضحايا التجنيد الداعشي، المخططات المرعبة.
بقية المؤامرة في حلقات مقبلة…