إن بداية الحكاية والحديث عن حقيقة العلاقات السرية بين جماعة الاخوان المسلمين وخلاياها النائمة تبتدئ من الانتصارات المتوالية على الجماعات الارهابية، وما يحققه المغرب من انتصارات على داعش، والقاعدة ومن يدور في فلكهم من تحالفات سرية عنوانها المرجعية الاسلامية، وحقيقتها سفك الدماء والفوضى والارتباط بمصالح دول وتنظيمات خارجية بهدف إدخال الدولة في دوامة العنف والكراهية وحمامات الدم.
لقد بدأت الحكاية بانكشاف خيوط المؤامرة السرية عن التحالف السري لدعاة الارهاب والتطرف وعناصر من الحزب الاسلامي الحاكم، فتفككت لعبة السعي نحو السيطرة على دواليب الدولة، ليجد المدعو محمد رضى الذي كان مكلفا بالتمويلات الأجنبية نفسه في حالة شرود بعد ان نفض عنه أصدقاءه القدامي في حزب المصباح، يدهم عندما تفطنوا لخطورة التحالفات السرية، وعدم امكانية نجاح خطة العمل بأسلوب التقية الذي يحسن لعبه البعض وتبديل القناعات حسب الحالات فمرة قناع مع المؤسسات ومرة قناع مع الدستور والديمقراطية، وفي دواليب الدهاليز السرية أحاديث عن مخططات الخلافة، والتكفير، والحكم والسلطة.
وهكذا ابتدأت الحكاية بتفطن ممثل جماعة الاخوان المسلمين محمد رضى الى ضرورة صناعة بارشوك جديد، بعد انتهاء صلاحية نبيل بن عبد الله وحزب التقدم والاشتراكية الذي اكتشف بعد حين انه لم يكن سوى واجهة لتجميل الافكار المتطرفة واعطائها وجها حداثيا في الظاهر، فجاء الدور على حزب سبع ومحمد زيان الذي لاحظوا تنامي جمهوره العاشق لخطاب البوز والحلقة وتنشيط المشهد السياسي بالخرجات الدونكيشوطية، وبحكم السن المتقدم للرجل واستعداده للقاء ربه، انطلق العمل على تجنيده ليكون انتحاريا بشكل جديد، وهنا انخرط محمد رضى في عملية غسل الدماغ للشيخ زيان من خلال حلقات الدروس الدينية وعذاب القبر، وحلاوة الشهادة في سبيل الله، وتكفير مؤسسات الدولة، وهي دروس كانت تدور رحاها في مكتب المحاماة وخصوصا في المنزل السري المقابل للمكتب الرسمي، ورويدا رويدا بدأ زيان يصعد الخطاب ضد النظام، وشيئا فشيئا تحول المكتب إلى خلية أميرها محمد رضى والاستشهاديون هم محمد زيان وفريقه.
ورغم ان زيان أو فيكتور كما يحلو له ان يسمي نفسه لم يكن قادرا على الاستغناء عن ملذات الحياة، فقد تكفل السي رضى بدور القس الكاثوليكي الدي يمحو الذنوب مهما عظمت لمجرد الانقياد له والتسليم بسلطته، وبيعته على السمع والطاعة.
لقد بدأت مسيرة المخطط السري بأداء رضى لمبلغ خيالي لزيان جراء عمله الدؤوب في قضية بوعشرين، كما تكفل بنسج علاقات بينه وبين محامي دولة قطر ديكسون الذي كان مكلفا بالتغطية الدولية للخرجات الزيانية، وقد انطلقت الخطة بإخفاء مجموعة من الشاهدات عن القضاء من اجل استفزازه والدفع به لاصدار قرار استقدامهم بالقوة العمومية، وهي المسرحية التي نسجت خيوطها ليلا وتم إخفاء الشهود في سرداب فيلا زيان، وانتظار القوة العمومية حتى يتم تصوير المشهد على أنه اجبار لهن على الشهادة بالقوة، والحقيقة التي تشهد بها إحداهن بعد ان عادت لرشدها واكتشفت خيوط المؤامرة الوسخة أن الأمر قد تمت فبركته من طرف محمد رضى وزيان لاعداد ملف حقوقي للمحامي ديكسون يروجه في الملتقيات الدولية قصد التشهير بالدولة المغربية وصورتها الحقوقية.