في رسالة توضحية مفتوحة رد الامين العام للحزب المغربي الحر إسحاق شارية على الحلقة التي نشرها حميد المهداوي بتاريخ 22 ماي 2024 ، بخصوص تعليقه على بلاغ الحزب المغربي الحر الذي رفض من خلاله نشر واستغلال صور وفيديوهات محمد زيان.
وقد فسر إسحاق شارية أسباب رفض نشر الصور الى ان الامر يتعلق بمبدأ حقوقي راسخ يؤمن به الحزب يستلهم اسسه من المبادئ الأخلاقية للصحافة و النشر، ومن مواقف الحزب الثابتة و التي عبرت منذ سنوات عن رفضها لاستعمال صورة السجين لتحقيق أهداف مهما كانت نبيلة فالغاية هنا لا تبرر الوسيلة، لأنها تمنح الشرعية لتصرفات مماثلة سبق أن عانى من قسوتها بعض السجناء حيث وجدوا صورهم على صفحات الجرائد وبعض المواقع وتساءل فلماذا نقبل واحدة و نرفض أخرى مادام الحق في المعلومة يبرر كل شيء.
كما نبه إسحاق شارية إلى أن الخوض في الاستثناءات و التبريرات تحت شعار الحق في المعلومة المتحللة من أي وازع أخلاقي سيفتح الباب على مصراعيه لاستباحة وجوه و أجساد المعتقلين للتنكيل بكرامتهم و تحطيم كبريائهم و النيل من صورتهم في مخيال محيطهم، عدا على ماتخلفه الصورة من آثار سلبية عميقة على المشاهد سواء بنشر الخوف أو الكراهية أو تنمية الأحقاد من الدولة و المؤسسات باعتبارها الخاسر الأكبر من النشر لما في ذلك من مس مباشر لرصيدها الحقوقي و سمعتها في محيطها الدولي و مصداقية خطابها داخليا و خارجيا.
وفي تطور مفاجئ اعتبر إسحاق شارية ان حميد المهداوي هو السبب الرئيسي في اتخاذ المكتب السياسي لقرار اللجوء الى القضاء ضد الاختلالات التي عرفتها محاسبات الحزب بخصوص سنة 2015، وذلك من خلال وقوفه على حملة تشهيرية ضد الذمة المالية للمحامي اسحاق شارية والتشكيك في نزاهة المكتب السياسي الجديد واستغلاله اموال الدعم في شراء عقارات وهو ما سبب في توترات داخلية دفعت الحزب الى اللجوء للقضاء لكشف كل الملابسات وهي التحقيقات التي كشفت عن وجود تبديد للمال العام في فترة 2015، ولا علاقة للمكتب الحالي للحزب بها،
وفي نفس الصدد اعتبر اسحاق شارية انه في غاية الاندهاش من رفض المهداوي لجوء الحزب الى القضاء في مسائل حماية المال العام و الحال أنه يدعي دوما الدفاع عن مبادئ تخليق الحياة العامة ومناهضة الفساد و استغلال النفوذ و المساواة أمام القانون، معتبرا أن المعارضة لم تكن أبدا صك براءة أو وسيلة لخرق القانون ومؤكدا أن الكيل بمكيالين في هذا المجال لن يخدم سوى لوبيات الفساد و الاختلاس بعد أن كشفت تقارير المجلس الأعلى للحسابات عن جزئها المظلم في المشهد السياسي المغربي .
كما اعتبر الامين العام للحزب المغربي الحر ان تنازل المكتب السياسي عن الملاحقة والمطالب المدنية في مواجهة زيان كان بدافع إنساني محض و لم تفرضه أية املاءات أو توجيهات أو حتى طلبات من الجهة المقابلة، بل كان قرارا مستقلا تحمل فيه المكتب السياسي كامل مسؤوليته وهو ما كان يستوجب قراءة إنسانية بعيدة عن نظرية المؤامرة و بث الأحقاد التي لازالت مستمرة رغبة منها في الاستمرار بالمتاجرة بقضية النقيب الأستاذ محمد زيان وعرقلة أي حل إنساني لها، متهما جهات قريبة من زيان بأنها تؤزم وضعه و تزيد من تعقيد ملفه .
أما بشأن ادعاءات المهداوي أن اعلان الحزب المغربي الحر بأنه ارجع مبالغ المال العام المطالب بإرجاعها المكتب التنفيذي السابق بمجرد نشر صوره الاخيرة، واتهاماته للحزب بتلقي أموال من جهات غامضة لأجل خدمة أهداف غامضة،فقد أرض في رسالته أن المكتب السياسي الحالي يقوم بعمليات الإرجاع من باب المسؤولية و احترام المؤسسات و قدسية المال العام، و قد كان ذلك بموجب اتفاق و التزام تعهد من خلاله المكتب السياسي الجديد لوزارة الداخلية باعتبارها المؤسسة الوصية على صرف الدعم العمومي الموجه للأحزاب، موضحا أن هذا الاتفاق ليس امتيازا حصريا للحزب المغربي الحر بل جاري به العمل مع كافة الأحزاب السياسية دون استثناء، حيث كان بإمكان المكتب التنفيذي السابق إبرامه و إنهاء هذا الخلاف من أساسه إلا أنه امتنع عن ذلك لأسباب يعلمها .
و قد كشف بالتفصيل عن تواريخ إرجاع الحزب لأقساط الدعم العمومي وكلها تؤمد انها قبل نشر صور زيان بسنوات وشهور وذلك كما يلي:
1) بتاريخ 03/09/2021 قام إسحاق شارية بصفته الشخصية بإرجاع القسط الأول بمبلغ 400.000,00 درهم من ماله الخاص بواسطة شيك شخصي وهو مسجل كقرض للحزب في السجلات المحاسبية للحزب .
2) بتاريخ 14/10/2022 قام الحزب المغربي الحر بإرجاع مبلغ 200.000,00 درهم كقسط من الدين و ذلك بعد توصله بالدعم السنوي لسنة 2022.
3) بتاريخ 09/05/2023 قام الحزب المغربي الحر بإرجاع مبلغ 282.317,07 درهم بواسطة شيك الحزب، بعد توصله بالدعم السنوي لسنة 2023 لإرجاع الدين و يشتغل سنويا بالباقي .
4) بتاريخ 16/04/2024 قام الحزب المغربي الحر بإرجاع آخر قسط من الدين بواسطة شيك الحزب المغربي الحر عدد: 1300063 و مبلغه 282.317,07 درهم، أي قبل ظهور الصور و الفيديوهات المتعلقة بالمنسق الوطني السابق بحوالي شهر .
وفي ختام رسالته أكد شارية أنه كان يأمل من المهداوي أن يحلل تجربته على رأس الحزب بكثير من الموضوعية و التجرد إنصافا لشبابها القادم من المغرب المنسي خصوصا فيما حققته من إنجازات مبهرة سواء بتسوية وضعية الحزب الإدارية و المالية، أو تحقيق إنجازات انتخابية في أول محطة و في قلب عواصف الصراعات، أو الحضور الدولي و النجاح في الانضمام إلى تكتلات حزبية دولية و قارية بل و تولي مناصب قيادية فيها، ناهيك عن قيام الحزب بأدواره كاملة في المعارضة المسؤولية و أداء ثمن ذلك من محاكمات و شكايات و تضييق من طرف الحكومة، بالإضافة إلى جعل الحزب في قلب الأنشطة الفكرية و الثقافية و النقاش العمومي من خلال التزامه بالأنشطة و البرامج الهادفة إلى إحياء العمل الحزبي في لحظات الموت السريري الذي تعيشه الأحزاب السياسية، ناهيك عن تشبثه بمبادئ الديمقراطية الداخلية في التسير و اتخاذ القرار، و إنقاذ الحزب من السرقة أو الحل النهائي .