هل من حق “مونامي” ان يصبح مواطن مغربي ؟

بعد أن تحول المغرب من بلد عبور إلى بلد استقرار، وبعد تزايد عدد المهاجرين القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء، أصبح العديد من المغاربة يتسائلون، هل يمكن اأن يصبح يوما ما هذا المهاجر مواطن مغربيا؟ هل يمكن ان يدرج اسم “ممادو” ضمن قائمة الاسماء المسموح بها في سجيلات الحالة المدنية؟ هل ستعلوا يوما اصوات تطالب بتمثيلية هذه الاجناس في البرلمان؟ هل سيسمح لعادات جنوب الصحراء ان تطغى على عاداتنا؟
من المعلوم أن الهجرة هي ظاهرة بشرية انسانية يبحث من خلالها جمهور من البشر عن ملاذ أمن فيه الكثير من الحرية والكرامة والعيش الكريم بعيدا عن دولهم التي لا حياة كريمة فيها ولا فرص للشغل ولا امل في التنمية، لكن من المسؤول عن سوء عيشم في أوطانهم الاصلية؟ وهنا يمكن للملاحظ الذي يقرأ القليل من التاريخ أن يفهم انه رغم الخيرات الطبيعية الغنية لإفريقيا جنوب الصحراء إلا أن هؤلاء المواطنون لم يصنعو يوما حضارة يذكرها التاريخ وأنهم كانو لقمة طيعة للقوى الإستعمارية الامبريالية وبالتالي فإن اشكال التنمية في دول افريقيا جنوب الصحراء هو ضعف هذه الساكنة في بناء صرح حضاري واستمرارهم في حياتهم البدائية من ناحية، ومن ناحية اخرى بسبب التغول الاستعماري الامبريالي في هذه الاراضي واستمراره في استغلال ثرواتها.
وبناءا عليه فان الذي يجب أن يعاني من ويلات الهجرة هو المستعمر وليس الجار، لان المستعمر هو من استغل وبني ثرواته من خيرات افريقيا مند عقود عدة وليس الجار الذي يعامل افريقيا بإحترام وسلام.
من المعلوم للجميع ان المغرب كان وبقي الجار الذي يعامل دول جنوب الصحراء بإحترام ويحاول جاهدا ان يحقق التنمية لجميع سكان القارة انطلاقا من اجتهاداته وعمله الحضاري.
أن الحل الوحيد لتحقيق التنمية في دول جنوب الصحراء هو ضرورة وعي سكان وحكام هذه الدول بالإلتفاف حول المملكة المغربية الشريفة في إطار بناء وحدة اقتصادية قوية عاصمتها المغرب الذي له ما يكفي من المؤهلات لتجعله الرائد في مجال المال والأعمال والتجارة والتنمية وتدبير العملة الموحدة والتفاوض في الأسواق الدولية بإسم افريقيا أو على الأقل بإسم دول غرب افريقيا ووسط افريقيا واعتقد ان المغرب مستعد لدعم القارة بكفاءاته وقدراته.
أما الوضع الراهن الذي تخضع من خلاله معضم دول جنوب الصحراء لدول الاتحاد الاوروبي وتنتظر مساعداته وهباته وتكلف المغرب الكثير لإستقبل المهاجرين الشرعيين والغير شرعيين الذين يغزون شوارع مراكش والرباط والبيضاء وطنجة وفاس … ويعيشون على النهب والسرقة والتسول، إنه وضع مؤسف وغير متكافئ، كيف لإفريقيا جنوب الصحراء أن تخضع لأوروبا وتغرق المغرب في وفود ضخمة من المهاجرين؟
ليس من العدل أن يدرس المغربي، دافع الضرائب، في جامعة مغربية إلى جانب مهاجر من جنوب الصحراء بالمجان، وليس من العدل أن يعالج دافع الضرائب في مستشفى عمومي إلى جانب مهاجر من جنوب الصحراء لا يدفع رسوم التطبيب، وليس من العدل أن يدفع المغربي اجرة شقة يعيش فيها أربعة اشخاص في مقابل نفس المبلغ لشقة مماثلة يعيش بها أزيد من أربعين مهاجر …. ليس من العدل أن نكافئ بين المواطن المغربي والمهاجر الذي لم يحضى بشرف أن يكون مغربي.
أعتقد ان على إفريقيا أن تلتف حول المغرب وأن تبني صرحا إقتصاديا ضخما بعملة موحدة مركزها المغرب أو أن يدفع المهاجر رسوم الاقامة المؤقتة في المغرب، وفي جميع الأحوال لا يمكن ان يصبح المهاجرون من دول افريقيا جنوب الصحراء مواطنون مغاربة.

عز العرب بوغالب
كاتب رأي